مسافة شاسعة بين شيرين عبدالوهاب البائعة المتجولة أسفل كباري القاهرة وشيرين اليوم المطربة التي فرضت نفسها علي الساحة الغنائية أول ما ظهرت بصوتها لا بجسدها رغم ثيابها المكشوفة في الفترة الأخيرة،
وقد ظلت شيرين حديث الصحافة الفنية طيلة سنوات بسبب مشاكلها مع منتج أعمالها الأول نصر محروس والذي خلعته الي الشركة العملاقة روتانا بعد أن دفعت الثانية للأولي عبر شيرين ملايين الجنيهات هي الشرط الجزائي، وقد أنجز حسن أبو السعود نقيب الموسيقيين الراحل لشركة نصر محروس العقوبات الرادعة ضد شيرين، طبقا لما تنص عليه نصوص نقابة الموسيقيين، مما أثار الخلاف وإلصاق التهم بين شيرين وأبو السعود اللذين تصالحا فقط قبل رحيل أبو السعود بأيام، والذي كان رغم الخلاف بينهما يصنف شيرين كأحسن مطربة في الساحة الغنائية والتي شاركت مؤخرا في احياء عدة حفلات خيرية في السودان لصالح أهالي إقليم دارفور الذي تتوالي عليه النكبات، وقد شارك في هذا الحفل الفنان محمد منير وهاني شاكر.
كيف كانت مشاركتك في هذا الحفل لضحايا دارفور؟
لقد قررت الحكومة السودانية عقب إقامة المبادرة العربية الإفريقية اقامة حفل من أجل اللاجئين في دارفور، وذلك للتخفيف عنهم بعد سفك الدماء والجوع والتحرش بهم من قوي استعمارية تريد الصيد في الماء العكر، فاختارت الحكومة عددا من المطربين من كل دولة عربية، واختارتني أنا ومحمد منير وهاني شاكر من مصر.
هل كان الحفل ناجحا؟
لقد كنت في ذهول من نجاحه، لدرجة أن الدنيا لفت بي، فقد حضر الحفل اكثر من عشرة آلاف شخص علي حين أن المسرح المعد لإقامة الحفل بنادي الضباط بالخرطوم لا يسع أكثر من ستة آلاف شخص، وقد جعل هذا الزحام لا يوجد موضع لقدم، وكنت سعيدة إذ وجدت أن هذا الاحتفاء كان شعبيا ورسميا في ذات الوقت، وقد حضر الحفل عدد من السفراء منهم السفير المصري بالسودان وسفيرا دولتي الجزائر وتونس، بالإضافة الي الوزراء السودانيين بالإضافة ايضا الي جمهور سوداني كبير لم يستطع أن يدخل قاعة الحفل بسبب الزحام، وقد أكد لي منظمو الحفل ان هذا الزحام لم يحدث منذ اكثر من أربعين عاما حيث كان في احدي حفلات كوكب الشرق أم كلثوم.
ما هو الأجر الذي تقاضيتيه عن هذا الحفل؟
هو مبلغ رمزي، وقد قمت بالتبرع بأجري بالإضافة الي مبلغ آخر مني وهو خمسة عشر ألف دولار، حيث شعرت أن هؤلاء جزء من الجسد العربي المنهك وهم في حاجة إلينا.
ما هو الفارق بين الجمهور المصري والسوداني؟
كلاهما في أغلبه جمهور جيد يحب سماع الأغنيات الجيدة، فكلما اتجهت جنوبا وجدت نقاء النفس في استقبال الفن اكثر كفاءة.
وقد طلب مني الجمــهور هناك أغنيات معينة لأنه يحب سماع الأغنيات الحقيقية، حيث طلب مني غنــــــاء أغنيات جرح تاني و آه يا ليل و أنا مش بتاعة الكلام ده وغيرهـــــــا من الاغنيات التي يعرفونها ويسمعونها عبر الفضائيات والكاسيت والنت.
وقد التف الجمهور السوداني حولي بعد انتهاء الحفل، وذهبت بعدها للفندق لأفاجأ بأعداد كبيرة من الجمهور في انتظاري، وظلوا ملازمين لي حتي صعدت غرفتي ثم ظلوا متواجدين حتي الصباح في بهو الفندق.
ما الذي تحبين أن توجهيه إلي المطربين الآخرين بعد حفلك في دارفور؟
أدعوهم أن يقيموا حفلات لصالحهم، وقد اتفقت مع مسؤولين في دارفور علي إقامة عدة حفلات في مصر سيذهب عائدها لهم، فالفن والسياسة هما وجهان لعملة واحدة.
متي سيطرح ألبومك الجديد مع روتانا ؟
خلال هذا الصيف، وقد انتهيت من تسجيل أغانيه جميعا.
كيف سيكون الفارق بين ألبومك الجديد والألبومات السابقة؟
سيكون هناك اختلاف لا شك فيه، رغم تعاوني مع بعض من فريق العمل الذي تعاملت معه في الألبومات السابقة، لكن طبيعة الحياة هي التغيير، ولا بد للفنان أن يتجدد.
ما الفارق بينك وبين بنات جيلك؟
الفارق الأساسي هو فـــــــي الصوت، فلكل منا خامة صوت تختلف عن الأخري، ودرجة قبول لدي الناس، وبإيجاز لكل منا رزقه.
هل تفكرين في التمثيل كما فعلت قبل فترة؟
أفكر وأبحث عن سيناريو عمل غنائي يكون ملائما، وحين العثور عليه سأبتدأه فورا.
يثار حولك كثير من الجدل، مثل خلافاتك مع منتج أعمالك، والنقابة، وأخيرا اعتراض من رجال الدين في السودان؟
لقد أنهيت جميع مشاكلي مع شركتي المنتجة ومع النقابة، أما بخصوص اعتراض رجال الدين علي حفلتي فلم أسمع به، وقد قابلت في السودان وزير الثقافة ووزير الشباب والرياضة وظلا يحدثاني عن أهمية الفن.
هل تعزفين علي أي آلة موسيقية؟
لا، لكني درست علم المقامات والصولفيج حتي أتمكن من تدريب صوتي ومن الغناء الصحيح